دين ومجتمع

التبرعات بين النبل الإنسانى وسوء التوظيف


كتب: محمود عقل
التبرعات بين النبل الإنساني وسوء التوظيف،،
حيث أن التبرعات لم تعد مجرد عمل خيري بسيط بل أصبحت جزء من مشهد معقد يتداخل فيه ماهو إنساني وماهو تجاري وما هو ديني وماهو سياسي.
الصدقة تعطي خفية وتهدف لسد حاجة إنسان أما اليوم فكثير من التبرعات تعلن علي الملأ وتستخدم كأداة لتلميع الصورة أو وسيلة لتمويل مشاريع قد لاتكون بريئه تماما.
اللافت في الأمر أن بعض الجمعيات الخيرية رغم شفافيتها تجد نفسها في موضع مسألة بسبب كثرة القصص والتلاعب بالاموال أو استخدامها في أغراض غير معلنة وهنا تتولد الحاجة إلي الرقابة والشفافية والمحاسبة
لكن لا يمكن إنكار أن التبرعات حين تدار
بأمانة تساهم بشكل فعالاً في إغاثة المحتاجين وتمويل البحث العلمي ودعم التعليم وتطوير البنية التحتية في بعض المجتمعات والتبرعات وسيلة لاغني عنها لسد احتياجات المجتمعات
ومداواة جراح العالم ولم تقتصر التبرعات علي صدقة فردية خفية
بل أصبحت ظاهرة مؤسسية تتخذ أشكال متعددة.
ومع هذا التحول ظهر تناقض بين سمو الهدف وغموض الوسيلة كما أن التكنولوجيا ساهمت في توسيع رقعة المشاركين فلم يعد العطاء مقتصر علي الأغنياء.
ولكن المشهد لايخلو من ريبه توظيف هذه التبرعات توظيفا سياسا لتلميع صورة فرد أو مجموعة أفراد.
واخري تجمع بإسم الفقراء لتصرف في قنوات لا علاقه لها بالنية الأصليه فضائح مالية ظهرت في جمعيات كبري.
أصبحت أحياناً للاستعراض حيث يغيب التركيز علي معاناة المحتاج ويسلط الضوء علي المتبرع ونشاطه.
إستمرار التبرع مرهون علي مدي الشفافية لابد من وجود آليات للرقابة الفعالة وتقارير مالية وتدقيق مستقل
علي المشاريع التي تمول بالتبرعات
وعلي المتبرع كذلك أن يتحري الجهه
التي يمنحها التبرع .
في النهاية تبقي التبرعات عملا نبيلا يحمل رسالة إنسانية سامية لكنها في
زماننا هذا بحاجه إلي وعي ومسؤولية ورقابة فلا يكفي أن نعطي بل يجب علينا أن نعرف كيف وأين ولماذا؟
فحين يقترن العطاء بالحكمة يتحول من مجرد رقم يحول إلي حساب ليصبح نور يضئ حياة إنسان.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى