البطالة والتضخم

كتب: كريم أحمد
البطالة والتضخم
بحسب النظرية الرأسماليه لدي جون ماينرد كنز أن المجتمع إذا تصدي للبطاله عليه أن يتحمل تضخم بمقدار ٣٪ على الأقل،، وإذا تصدي للتضخم عليه أن يتحمل نسبة بطاله مقدارها ١٠٪ على الأقل،، وذلك وفقا لملاحظات أجراها كنز على الميزانية العامة للإقتصاد البريطاني من ١٨٧٥ حتى سنة ١٩٧٠، فتوصل إلى نتيجة أن البطاله هي ثمن علاج التضخم والتخضم هو ثمن علاج البطالة،، وذلك لأن بريطانيا كانت إذا وجدت عجز بالميزانية العامة للدولة قامت برفع حجم الضرائب، حيث أن هذا العجز بالميزانية العامة للدولة يترجم على أنه وجود تضخم لامحاله،، وإذا كان العجز في الميزانية العامة للدوله طفيفا تقوم الدولة بتخفيض حجم الضرائب حيث يشير إنخفاض العجز في الميزانية العامة للدوله إلى أن جميع موارد الدوله الماليه والبشريه تم تشغيلها تشغيلا كاملا ،، فتسلك الدولة سياسة التشجيع على إقامة المشروعات من خلال الإقراض وتقليل حجم الضرائب وتخفيض سعر الفائدة على الإقراض،، كما أنه قد إكتشف جون ماينرد كنز أن الدوله إذا كانت تتمتع بفائض مالي في الميزانية دائما فإن الدوله تقوم بإنفاق هذا الفائض في الحروب العسكريه وذلك خلال فترة حرب السبعين بين فرنسا وإمبراطورية ألمانيا في الفترة من ١٧٥٦ الي ١٧٦٣ فهذا بالنسبة إلى سلوك الدول الأوروبية وإقتصاداتها كما بينه لنا جون ماينرد كنز ،،
بينما لو نظرنا على الصعيد الأخر في العالم الإسلامي وحيث كان هناك الإمبراطورية العثمانيه في الفترة من ١٢٩٩ : ١٩٢٤ سنجد أن نفقات هذه الإمبراطورية كان ٩٠٪ منها يذهب إلى الأوقاف الإسلاميه في وجوه مختلفة كثيره جدا كأوقاف خانات المسافرين وأوقاف الألات الحرفية وأوقاف الأطباق المكسوره وإصلاحها وأوقاف الأطعمه والاشربه والسجاجيد وغير ذلك الكثير،، وكان مصدر إيراداتها هو ضريبة السوق التي كانت تفرض على كبار التجار بالسوق وكان أول من فرضها هو عثمان بك بن أرطغرل في سنة ١٢٩٩ بعد أن أستشار فيها العلامة علاء الدين محمد الهروي (مصنفك) وكان ما يحصله من هذه الضريبة يضعه في إنشاء الأوقاف الإسلاميه وسار على نهجه هذا جميع السلالة من بعدة حتى السنة التي سقطت فيها في سنة ١٩٢٤، فضلا عن إيرادات الخراج الزراعي (الويركو) وإيرادات العشر (التيمار) وإذا نظرنا إلى مقدار التضخم في ظل هذه الظروف الماليه سنجد أنه صفرا وذلك لأن الإيرادات المحصلة من قبل الإمبراطورية العثمانية كان يتم تشغيلها بالكامل بحيث أن :-
الإيرادات = النفقات
بحيث أن الإيرادات تدفع النفقات ..
وكانت الإيرادات الخاصة بسلاطين الإمبراطورية العثمانيه ليست إلا ما يأتيهم من حرفة صناعيه يتقنها كل سلطان كما هو كان معروفا في الرسم القانوني لهذه الإمبراطورية من أنه يجب على كل أمير أن يتقن حرفة قبل وصوله إلى عرش حكم الإمبراطورية .
وكما نلاحظ جيدا أنه حينما تتساوى الإيرادات المحصلة مع النفقات فإنه ينعدم وجود التضخم والبطالة..