الانقسام السياسي يتزايد مع نشر الحرس الوطني في لوس أنجلوس

محمدحسان
الإثنين٩ يونيه ٢٠٢٥
الانقسام السياسي يتزايد مع نشر الحرس الوطني في لوس أنجلوس
عناصر الحرس الوطني خلال المداهمات في منطقة لوس أنجلوس
تبادل الجمهوريون والديموقراطيون الانتقادات اللاذعة أمس الأحد بعد أن نشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحرس الوطني في لوس أنجلوس وسط احتجاجات ضخمة على تزايد المداهمات التي تثير انقساما وتتضمن إلقاء القبض على مهاجرين.
وقال السناتور الديموقراطي كريس ميرفي في واحد من أشد الانتقادات المباشرة لترامب من المهم أن نتذكر أن ترامب لا يحاول أن يعالج مشكلة أو يحافظ على السلم. إنه يتطلع إلى التأجيج والانقسام.
ودافع رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون اليوم عن قرار ترامب، قائلا إنه لا يشعر بأي قلق من نشر الحرس الوطني. وأضاف أحد مبادئنا الأساسية هو الحفاظ على السلم من خلال القوة. ونحن نفعل ذلك في الشؤون الخارجية والشؤون الداخلية أيضا. لا أعتقد أن هذا إجراء متشدد.
وقال السناتور الجمهوري جيمس لانكفورد إن ترامب يحاول تهدئة التوتر مشيرا إلى مشاهد أظهرت المحتجين وهم يلقون بأشياء على قوات إنفاذ القانون.
وتعهد ترامب بترحيل أعداد غير مسبوقة من الموجودين في البلاد بشكل غير قانوني وإغلاق الحدود الأميركية مع المكسيك، إذ حدد البيت الأبيض هدفا لوكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك بإلقاء القبض على ما لا يقل عن ثلاثة آلاف مهاجر يوميا.
وصارت الاحتجاجات على المداهمات أحدث نقطة محورية في النقاش الدائر بالولايات المتحدة حول الهجرة وحقوق الاحتجاج ونشر قوات اتحادية للتعامل مع شؤون محلية. وأثارت الاحتجاجات أيضا جدلا حول حدود سلطة الرئيس وحق الجمهور في المعارضة.
ترامب نشر القوات في لوس أنجلوس يهدف حفظ القانون والنظام
وفي وقت سابق اليوم، شن وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث هجوماً على حاكم ولاية كاليفورنيا الديموقراطي جافن نيوسوم، على خلفية احتجاجات المهاجرين في مدينة لوس أنجلوس التابعة للولاية، حيث وصفه بأنه مختل ومتهما إياه في الوقت ذاته بإحراق مدينته.
كما لفت هيجسيث إلى أن الولايات المتحدة تدعم الاحتجاجات السلمية، لكنها لن تتسامح مع مهاجمة القوات الفيدرالية.
وكان ترامب أمر بنشر ألفَي عنصر من الحرس الوطني السبت، لمواجهة الاحتجاجات المتصاعدة، وهي خطوة وصفها حاكم ولاية كاليفورنيا بأنّها تحريضية.
واشتبك عناصر من الشرطة الفدرالية مع حشود غاضبة في إحدى ضواحي لوس أنجلوس مع استمرار الاحتجاجات لليلة ثانية السبت، حيث أطلقت قنابل صوتية وأغلق جزء من طريق سريع وسط مداهمات لمهاجرين غير مسجلين، بحسب ما ذكرت تقارير.
وقالت قناة فوكس 11 الإخبارية إنّ المواجهات وقعت في ضاحية باراماونت بعد أن احتشد متظاهرون بالقرب من متجر كبير للتجهيزات المنزلية يقصده عمال لتقديم خدماتهم اليومية ويستخدمه عناصر وكالة الهجرة والجمارك الأميركية كنقطة تجمّع.
ووفقاً لتقارير إخبارية ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، أطلق عناصر الشرطة الفدرالية الذين يضعون أقنعة الغاز قنابل صوتية وغازاً مسيّلاً للدموع على المتظاهرين.
ومنذ تولّيه منصبه في يناير، شرع ترامب بتنفيذ تعهّده باتخاذ إجراءات صارمة ضد دخول المهاجرين غير المسجلين الذين شبههم بالوحو ش والحيوانات.
وفي وقت متأخّر السبت، وقّع ترامب مذكرة لنشر ألفي عنصر من الحرس الوطني للتعامل مع حالة الفوضى التي سُمح لها بالتفاقم، بحسب بيان للمتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت.
وأكدت المتحدثة أنّ إدارة ترامب لديها سياسة صفر تسامح إزاء السلوك الإجرامي والعنف، وخاصة عندما يستهدف هذا العنف ضباط إنفاذ القانون الذين يحاولون القيام بوظائفهم.
وقبل ساعة تقريباً من تأكيد البيت الأبيض نشر القوات، أعرب حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، وهو ديموقراطي، عن معارضته هذه الخطوة.
وكتب على منصة إكس هذه الخطوة تحريضية بشكل متعمّد ولن تؤدي إلّا إلى تصعيد التوترات، مضيفاً نحن على تنسيق وثيق مع المدينة والمقاطعة ولا توجد حاليّاً أي احتياجات لم تتم تلبيتها.
وجاءت الاحتجاجات بعد يوم من قيام أفراد ملثمين من وكالة الهجرة والجمارك بمداهمات لأماكن عمل في أجزاء مختلفة من لوس أنجلوس، ممّا أثار غضب الكثيرين الذين تظاهروا ودخلوا في مواجهات مع الشرطة استمرت لساعات.
وأقرّت رئيسة بلدية لوس أنجليس كارين باس بأنّ بعض سكان المدينة يشعرون بالخوف بعد تصرفات وكالة الهجرة الفيدرالية.
وقالت على منصة إكس لكل شخص الحق في الاحتجاج السلمي، ولكن اسمحوا لي أن أكون واضحة، العنف والتدمير غير مقبولين، وستتم محاسبة المسؤولين
وأعلن دان بونجينو نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي عن اعتقالات عدة عقب اشتباكات الجمعة.
وكتب على منصة إكس أنتم تجلبون الفوضى، ونحن نجلب الأستقرار سيسود القانون والنظام.
والسبت، وسط هتافات تطالب بخروج عناصر إدارة الهجرة والجمارك، لوّح بعض المتظاهرين بالأعلام المكسيكية، بينما أشعل آخرون النار في علم أميركي، وفقاً لصحيفة لوس أنجلوس تايمز.
وشكّلت الكتل الإسمنتية وعربات التسوّق المقلوبة حواجز لقطع الطرق.
وأغلقت السلطات لاحقاً طرقاً فرعية لمنع المتظاهرين من السيطرة على الطريق السريع.
واعتبر ستيفن ميلر، نائب كبير موظفي البيت الأبيض والمناهض للهجرة، في منشور على منصة إكس أنّ ما يحصل تمرد على سيادة الولايات المتحدة وقوانينها.
وتُعَدّ لوس أنجلوس، ثاني أكبر مدينة من حيث عدد السكان في الولايات المتحدة، إحدى أكثر المدن تنوّعاً على الصعيد الديموجرافي في البلاد.
ووفقاً لبيانات رسمية، فإنّ 82% من سكان ضاحية باراماونت التي يقطنها قرابة 50 ألف نسمة هم من أصول إسبانية أو لاتينية.