متنوع

الانحراف المعياري في الأخلاق


كتبت د:شيماء محمد
الانحراف المعياري في الأخلاق
في زمنٍ تتسارع فيه التغيّرات وتختلط فيه المفاهيم، أصبح من الصعب أحيانًا تحديد معيار الأخلاق الذي يحتكم إليه الناس. فبين ما كان يُعد يومًا خطأ لا يُغتفر، صار اليوم يُقدَّم تحت شعارات الحرية والتطور. وهنا يظهر ما يمكن أن نُطلق عليه “الانحراف المعياري في الأخلاق”، أي تراجع أو تغيّر المقياس الأخلاقي الذي يضبط سلوك الأفراد والمجتمعات.
لم يعد الانحراف الأخلاقي يقتصر على الجريمة أو الفساد العلني، بل تسلل إلى تفاصيل الحياة اليومية؛ في التعامل، وفي الكلمة، وفي نظرتنا لبعضنا البعض. الأخلاق التي كانت تُبنى على الصدق والأمانة والاحترام، أصبحت تُواجه تحديات من نوع جديد: أنانية مغلفة بالتحرر، وخداع يلبس ثوب الذكاء، وانفلات يُسمى حرية شخصية.
ويرى خبراء علم الاجتماع أن هذا الانحراف المعياري الأخلاقي ناتج عن ضعف دور الأسرة والمدرسة والمؤسسات الدينية والإعلام في ترسيخ القيم. فحين تغيب القدوة، يضيع المعيار، وحين يختلط الحق بالباطل، يصبح الانحراف هو القاعدة.
ومع ذلك، لا يزال الأمل قائمًا. فكل إصلاح يبدأ من وعيٍ فردي. إذا بدأ كل واحدٍ منّا بإعادة ضبط “بوصلة أخلاقه”، واستعاد القيم التي تربى عليها، فإن المجتمع كله يمكن أن يستعيد اتزانه. فالأخلاق ليست كلمات تُقال، بل ممارسات تُترجم في السلوك والموقف.
وفى النهايه . يبقى السؤال مطروحًا:
هل نحن بحاجة إلى ثورة فكرية تعيد تعريف الأخلاق؟ أم يكفي أن نعود ببساطة إلى ما تركناه وراءنا من مبادئٍ نقية؟


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى