إحتفالا باليوم العالمى للمرأة،،تعرفوا على أهم سيدات الشعر العربى

كتب : محمد حسان
احتفالاً باليوم العالمي للمرأة تعرف إلى أهم سيدات الشعر العربي
على مرّ التاريخ، كان الأدب دائماً أداة قوية للأشخاص من خلفيات مختلفة، لمشاركة موهبتهم في الكتابة مع العالم، والتي طوّعوها لينقلوا أفكارهم وأيديولوجياتهم العميقة بطريقة مباشرة ومؤثرة في مختلف القضايا والسياقات؛ وليعبروا عن آرائهم وما يحملونه بين جنباتهم من مشاعر وأحاسيس، ومن بين هؤلاء، لعبت النساء، على وجه الخصوص، دوراً كبيراً في تشكيل الأدب الذي نعرفه اليوم بوجهات نظرهن الفريدة ومهاراتهن في سرد القصص، وبلاغتهن في استخدام الشعر، وفصاحتهن في صياغة جزل الكلام، وقد نجحت النساء في استخدام الأدب، أحياناً تحت اسم مستعار اسم مستعار يستخدم لإخفاء هويتهن لإنشاء شخصيات وقصص غيَّرت نظرتنا إلى العالم. وفي يوم المرأة العالمي وفي ظل ما يسعى العالم للاعتراف به والاحتفال بتأثير كثير من المبدعات بعالمنا أهم سيدات الشعر العربي وإنجازاتهن الفريدة ومساهماتهن في تطور الأدب العربي.
شاعرات عربيات من العصور القديمة
لطالما كان الأدب أداة قوية لمشاركة الأفكار والآراء في مختلف القضايا والسياقات.
ليلى الأخيلية
هي ليلى بنت عبد الله بن الرحال بن شداد بن كعب الأخيلية من بني عقيل من عامر بن صعصعة من هوازن، وهي شاعرة عربية بليغة فصيحة، تُعد إحدى أهم سيدات الشعر العربي، عُرفت بجمالها وقوة شخصيتها، عاصرت صدر الإسلام والعصر الأموي، وتزوجت ليلى مرتين، وكان زواجها الأول من الأذلعي. أما زوجها الثاني فهو سوار بن أوفي القشيري والملقب بابن الحيا. وكان سوار شاعراً مخضرماً من الصحابة. ويقال إن ليلى أنجبت منه العديد من الأولاد، وقد حظيت بمكانة لائقة واحترام كبير. فأسمعت الخلفاء شعرها سواء كان من الرثاء أو المديح، ونالت منهم العطايا والمنح، وقد كان الشعراء يحتكمون إليها وكانت تفاضل بينهم، ومن شعرها قصيدة تفاخر بها قومها فتقول:
نحن الأخايل لا يزال غلامنا
حتى يدب على العصا، مشهوراً
تبـكي الرماح إذا فقدن أكفنا
جزعاً، وتعرفنا الرفاق بحـوراً.
ولاّدة بنت المستكفي
أميرة أندلسية عربية كانت ولاّدة من أروع الشعراء والأدباء في زمانها، وهي ابنة الخليفة المستكفي بالله، اشتهرت بالفصاحة والبلاغة والشعر، وكان لها منتدى أدبي شهير بمنزلها يؤمه الشعراء والأدباء ومثقفو العصر يتدارسون فيه شؤون الشعر والأدب، واشتهرت قصة حبها مع ابن زيدون، ولولادة العديد من القصائد الرائعة ومنها بعض أبيات في قصيدة تعاتب فيها ابن زيدون بعد انصرافه عنها بسبب تعلقه بجارية سوداء بارعة في الغناء؛ ليثير غيرتها فتقول،،،
لَو كنت تنصفُ في الهوى ما بيننا
لم تهوَ جاريتي ولم تتخيّرِ
وَتركتَ غصناً مثمراً بجماله
وجنحتَ للغصنِ الذي لم يثمرِ
ولقد علمت بأنّني بدر السما
لَكن دهيت لشقوتي بالمشتري
ويمكنك من السياق التالي التعرف إلى: سيدة الأعمال والشاعرة شفيقة الجزار: صنعت لنفسي بصمة في عالم الكتابة.
شاعرات عربيات من العصر الحديث
للنساء دور كبير في تشكيل الأدب الذي نعرفه اليوم بوجهات نظرهن الفريدة.
ملك حفني ناصف
هي أديبة مصرية وداعية للإصلاح الاجتماعي، وإحدى أهم أيقونات سيدات الشعر العربي، ومن أهم رموز إنصاف وتحرير المرأة المصرية والعربية في أوائل القرن العشرين. وهي كُبرى سبعة أبناء حفني ناصف بك رجل القانون والشاعر، وأستاذ اللغة العربية وأحد مؤسسي الجامعة المصرية، وقد اعتبرت ملك ناصف أول امرأة مصرية جاهرت بدعوة عامة لتحرير المرأة، والمساواة بينها وبين الرجل، كما اعتبرت أول فتاة مصرية تحصل على الشهادة الابتدائية بالعام 1900، وقد عرفت بثقافتها الواسعة وأسلوبها البليغ الرصين، وقد نظمت أول قصيدة لها في رثاء السيدة عائشة التيمورية التي توفيت عام 1902؛ لتكون أول قصيدة تُنشر لها في الجرائد، ويبدأ اسمها في التردد بالمحافل الأدبية والشعرية العربية، وقد اشتهرت باسم باحثة البادية اشتقاقاً من بادية الفيوم التي عاشت بها بعد زواجها، وقد كرست قلمها لقضايا حرية المرأة في المجتمع، والطلاق، وكانت من أوائل الداعيات إلى حقوق المرأة، ومن قصيدة خير النساء الأبيات التالية،،،
فذُبْ يا قلب لا تك في جمود
وزد يا دمع لا تك في امتناع
ولا تبخل عليَّ وكن جموحاً
فكنز العلم أمسى في ضياع
سنبقى بعد عائشة حيارى
كسرب في الفلاة بغير راعي.
وردة اليازجي
أديبة وشاعرة لبنانية، اشتهرت بكتاباتها الأدبية والشعرية، تعلمت في مدرسة البنات الأميركية ببيروت، قدمت لوناً مميزاً من الأدب والشعر، وكانت لها الريادة في النهضة الأدبية النسائية أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، أُطلق عليها لقب خنساء لبنان توفيت سنة 1924م عن عمر ناهز 86 سنة، ومن أهم أعمالها ديوان حديقة الورد ومنه الأبيات التالية،،
ألا روِّحوا روحي برائحة الوردِ
فقد جاءنا فصل الربيع من البُعدِ
ألا متِّعوني مرَّةً من شميمهِ
فيذهب عني بعض ما بي من الوجدِ.
سعاد الصباح
هي شاعرة وكاتبة وناقدة كويتية حاصلة على درجة الدكتوراه في الاقتصاد والعلوم السياسية، وتُعد أول كويتية تنال شهادة الدكتوراه في الاقتصاد باللغة الإنجليزية. والصباح هي المؤسسة لدار سعاد الصباح للنشر والتوزيع عام 1985. تجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية بالإضافة للغتها العربية الأم. تم تكريمها في العديد من الدول لإصداراتها الشعرية وإنجازاتها الأدبية ومقالاتها الاقتصادية والسياسية، لديها العديد من الإبداعات الأدبية والشعرية وقصائدها أشاد بها الكثيرون ومنها ديوان الورود تعرف الغضب وتقول فيه،،
أحاولُ، يا صديقي
أن أكونَ امرأةً..
بكل المقاييس، والمواصفات
فلا أجدُ محكمةً تصغي إلى أقوالي..
ولا قاضِياً يقبَلُ شَهَادتي فأفشل.