أطفال صعوبات التعلم في المدارس المصرية واقع مؤلم وحلول غائبة

كتبت : رشا خضير
أطفال صعوبات التعلم في المدارس المصرية واقع مؤلم وحلول غائبة.
في قلب الفصول الدراسية المصرية، يقف آلاف الأطفال من ذوي صعوبات التعلم في صراع يومي لا يُرى، يتخبطون بين المناهج التقليدية، ونظرات زملائهم، وسوء فهم المعلمين لأوضاعهم، في ظل غياب سياسات تعليمية فعالة تراعي احتياجاتهم الخاصة.
فهم ليسوا أقل ذكاء أو قدرة من أقرانهم بل يواجهون عوائق في طرق إستقبال المعلومات أو معالجتها أو التعبير عنها .
صعوبات التعلم مشكلة لا ترى بالعين،،،
يعاني طلاب صعوبات التعلم من مشكلات إدراكية تعيق قدرتهم على القراءة أو الكتابة أو الحساب، رغم تمتعهم بمعدل ذكاء طبيعي أو حتى فوق المتوسط.
ومن أبرز هذه الصعوبات: الديسلكسيا (عسر القراءة) في فك رموز الكلمات وقراءتها و( الديسكالكوليا )صعوبة في الحساب وفهم الأرقام والعمليات الحسابية و( الديسغرافيا ) صعوبة في الكتابة
اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط( ADHD ) صعوبة في التركيز وفرط الحركة والإندفاعية.
لكن المشكلة لا تكمن فقط في التحديات التعليمية، بل في الجهل المجتمعي وإفتقار المدارس إلى الكوادر المدربة لإكتشاف هذه الحالات مبكرًا، مما يؤدي إلى تصنيفهم بشكل خاطئ كـ”كسالى” أو “ضعاف المستوى”.
مما يؤثر بشكل كبير على ثقة الطفل بنفسه وقدرته على التعلم والتفاعل داخل الصف . فغياب الدعم المناسب قد يؤدي إلى الشعور بالفشل والانطواء وأحيانا السلوك العدواني نتيجة الإحباط المستمر .
غياب التدريب والتأهيل،،،
رغم جهود وزارة التربية والتعليم في السنوات الأخيرة لإدماج ذوي الاحتياجات الخاصة، لا تزال صعوبات التعلم لا تُعطى الاهتمام الكافي. لا يوجد حتى الآن برنامج وطني شامل لتدريب المعلمين على التعامل مع هذه الفئة، كما تفتقر أغلب المدارس الحكومية إلى الأخصائيين النفسيين والتربويين المؤهلين.
الأهالي في مأزق،،،
من جانب آخر، يعاني أولياء الأمور من قلة الوعي وصعوبة الحصول على تشخيص دقيق لحالة أطفالهم، إلى جانب التكاليف الباهظة للمراكز المتخصصة التي قد تكون غير متاحة في المناطق الريفية. وتضطر بعض الأسر إلى إلحاق أطفالها بمدارس خاصة باهظة الثمن توفر برامج دعم، وهو خيار غير متاح للجميع.
دور المدرسة والأسرة،،،
فمن الضروري أن تتكاتف الجهود بين المدرسة والأسرة لتوفير بيئة تعليمية داعمة .
المعلم المدرب على اكتشاف هذه الحالات يمكنه أن يصنع فرصا حقيقية في حياة الطفل ، كذلك فإن الأسر الواعية والمساندة تساهم في تعزيز ثقة الطفل بنفسه، وتشجعه على تخطي التحديات بأسلوب إيجابي .
نحو حل جذري،،،
يؤكد خبراء التعليم أنه لابد من إدماج مفاهيم صعوبات التعلم في مناهج كليات التربية، وتوفير دورات تدريبية دورية للمعلمين، مع وضع خطة لإكتشاف الحالات مبكرًا داخل المدارس. فكلما كان التشخيص مبكرا ، زادت فرص التعلم.
بطريقة تناسب قدراته ، يعتمد التدخل على استراتيجيات تعليمية متخصصة تشمل التكرار ،والتعلم عبر الحواس المتعددة واستخدام وسائل التكنولوجيا المساندة و تطوير مناهج مرنة تراعي الفروق الفردية وتوظف هذه الوسائل التكنولوجية.
أطفال صعوبات التعلم ليسوا عاجزين، لكنهم ضحايا نظام تعليمي لم يُصمم ليحتوي تنوع القدرات. فهم طاقات كامنة يمكن أن تثمر إذا ما أُحسن توجيهها، وحقهم في التعليم العادل لا يقل عن أي طالب آخر.
آن الأوان أن تراهم الدولة بعين العدل والفهم والحكمة لا بعين الشفقة. وبقلب يحتويهم لا يقيدهم ، فهم طاقة كامنة تنتظر من يؤمن بها ويمد لها يد العون لتتفتح وتزدهر ،
فهل نحن مستعدون أن نكون هذا العون ؟