نحن وهم فى دروب الحياة

كتبت : هند جمال
كل ما العمر بيعدّي، بتحس إن حاجات كتير جواك بتقل…
كلامك بقى أقل، انبهارك بالبشر بقى أندر، شغفك للجدال والشرح والنقاش بقى شبه معدوم.
مبقتش بتجري تصحح أوضاع غلط أو تحافظ على علاقات مش سوية، ومبقتش بتخاف تكون لوحدك.
حتى الزعل وجعك ليه بقى سقف… اتعودت تتوجع فمبقاش أي حاجة تكسر فيك بسهولة.
خلاص، كل حاجة أخدت حجمها الطبيعي… بطّلت تهول.
لحظات الفرح مبقتش كتير، بس بقت صافية…
حتى الدواير حواليك صغرت، مبقاش حواليك ناس كتير، بس اللي فاضلوا حقيقيين.
الميزة الوحيدة في إنك كبرت؟
إنك بقت عينيك شايفة كل حاجة بوضوح.
فى زحام العلاقات وتقلب القلوب .. يبقى الوفاء عملة نادرة لا تمنح إلا لمن يستحق .. لا تُهدر وقتك على من لا يسأل .. ولا ترهق روحك بمحاولة البقاء بقلب لا يسعك .. كم من الأيادى إمتدت لتأخذ لا لتعطى .. وكم قلوب إقتربت لتؤذى لا لتؤنس الحياة أقصر من أن تُهدرها فى طرق موصدة .. و أغلى من أن ترضى بالفتات العاطفى .. راقب من يذكرك فى غيابك .. من يفرح لفرحك دون مصلحة هؤلاء فقط يستحقون دفء حضورك و نقاء قلبك .. أما الذين يتذكرونك عند الحاجة
فـ إتركهم للصدف تمتحنهم .. لا تكن قاسيًا بل كن واعيا
وإهتم بمن يهتم بك .. أما البقيّة فـ رد السلام يكفي …
بقيت بتشم الكذب قبل ما يتقال،
وبقيت بترتاح لناس قليلة بس شبهك،
وبتفرح على الحاجات البسيطة…
والوجع مبقاش يوصلك غير من اللي بجد يستاهل.
آه، حاجات كتير قلت…
بس اللي بقى، بقى حقيقي. حقيقي أوي.
وما نحن سوى أرواح عابره ..
نسير في متاهات القدر ..
نسأل انفسنا هل ظلمنا الزمن بما يكفي لننعزل عن الجميع ..!
أم خذلنا الكل ولم نعد نثق بأحد.
الحياة عندما تكشف أقنعة الناس ،تكشفها بقسوة ..
لدرجة انك تحتاج وقتاً طويلاً لتستوعب بشاعة الوجه
الذي تقاسمت معه الذكريات.
نحن نتغير ، تغيرنا الكلمات ، المواقف ، الأيام ..
نحن مجرد ردة فعل لكل ما يحدث لنا في هذه الحياة،
نحن لا نعامل الآخرين فقط بشعورنا نحوهم.
وإنما أيضاً بما رأيناه منهم من حب أو قسوة.
نحن مرآه أفعالكم، نعم ،،نحن ،،وهم ،،فى دروب الحياة.