الصحة والتعليم

من تكون علا غبور؟ سيدة الخير والعطاء !!



كتبت: هيام حيدر
صرفت فلوسها على الأطفال المرضى، وسابت لهم مليار و٨٠٠ مليون جنيه، وعمرها ما اشترت مجوهرات أو لبس غالي، ورفضت هدايا الدهب والألماس، وقالت، اللي عايز يجيب لي حاجة يتبرع بتمنها للمحتاجين، وعملت مستشفى ٥٧٣٥٧، لكن يشاء القدر تموت بالسرطان، ويبكي عليها الدكتور مجدي يعقوب ويقول، أنا مديون ليها،،
فمَن تكون علا غبور؟ سيدة الخير والعطاء!!!
في بداية حياتها كانت مركزة على مساعدة مستشفيات قصر العيني، وبعد كده اهتمت بمعهد الأورام، وبقى بيتها التاني، وكانت بتجيب خبراء عالميين في جراحات الأورام للأطفال وتتحمل التكلفة.
وعملت أكبر حملات جمع تبرعات لمعهد الأورام، و90٪ من تمويل المعهد كان بفضل علا غبور.
بس بعد شوية ظهرت مشكلة إن عدد المرضى أكبر من عدد السراير، واضطرت إدارة المستشفى تخلي كل 3 أطفال في سرير، وده زوّد عدد الوفيات نتيجة انتقال العدوى.
وفي اللحظة دي ظهر اقتراح إنشاء مستشفى سرطان الأطفال، وكانت التكلفة 250 مليون جنيه.
وعلا راحت لزوجها رجل الأعمال رؤوف غبور عشان تاخد أول تبرع، فقالها،،
الحكومة لازم تساعد عشان المشروع يتعمل، ولو جبتي الأرض هساعدك تعملي المستشفى.
وقدرت علا غبور تقنع الدكتور أحمد فتحي سرور يديها أرض السلخانة القديمة في قلب السيدة زينب للمشروع.
وجمع رؤوف غبور 10 ملايين جنيه هو وأصحابه، وكانوا دول أول تمويل للمشروع، وبدأوا حفر الأساسات بالفلوس دي، وبعدها انطلقت أشهر حملة لجمع التبرعات بشعار اتبرع ولو بجنيه.
وجمعت علا غبور أضعاف الرقم المطلوب، ووصل حجم الفلوس اللي جمعتها لمليار جنيه.
والحلم بقى حقيقة، وكانت بتدير المستشفى، وأم لكل الأطفال المرضى، وتوفت وهي سايبة مليار و800 مليون جنيه مال خاص للمستشفى.
وبيحكي رؤوف غبور:
كنت أقولها، عايزة هدية إيه في عيد ميلادك أو عيد جوازنا؟، تقول، هات الفلوس أتبرع بيها لمستشفى محتاج.
وفي مرة سبقتني وقالتلي،،،
رؤوف، هدية عيد ميلادي عربيتين إسعاف.
وكانت بترفض أي ساعة أو عقد أو شنطة غالية، وكانت شايفة إن أي هدوم أو مجوهرات غالية حرام، لإن في ناس عايشين وسطنا يستحقوا الفلوس دي بدل ما تتصرف في حاجات ملهاش لازمة.
وكانت بتقول، الفلوس اللي بجيب بيها شنطة ممكن تغيّر حياة إنسان.
وفي عز فرحتها بمستشفى سرطان الأطفال، بدأت علا تفقد جزء كبير من وزنها، وكانت بتكح طول الوقت.
رؤوف افتكر إن التدخين الزايد هو السبب في الكحة، فقال لها، خفي التدخين شوية.
ردت وهي بتضحك،،
تتخيل إن بعد كل الخير اللي بعمله ربنا هيجيب لي مرض؟
رد وهو بيضحك، ما تتحدهوش.
وبعد كام يوم، الأسرة كانت طالعة أجازة عائلية، واتفاجئوا بيها بتقولهم، مش هقدر آجي.
وفضلوا يلحوا عليها لكنها صممت.
ولما رجعوا، رؤوف جاله اتصال من مدير مستشفى السرطان، وقاله،،
مدام علا كانت هنا من دقايق، والأشعة بتقول إن عندها ورم في الرئة وانتقل للعظم.
هي وصتني ما أبلغكش، بس قلت لازم تعرف.
وكانت صدمة العمر.
وسافروا باريس عشان ينقذوها، لكن الأطباء بلغوهم إن مفيش علاج للحالة، وقدامها شهور.
وبرضه سافروا أمريكا، لكن مفيش فايدة، وتوفت هناك.
ومن أكتر الناس اللي بكوا عليها الدكتور مجدي يعقوب، اللي قال عنها،،،
أنا مَدين ليها وعمري ما هنسى فضلها، بعد ما ساعدته يعمل مركز القلب في أسوان.
رحم الله سيدة الخير والعطاء علا غبور.. ورحم زوجها الدكتور رؤوف.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى