كتب د:عبدالعزيز الجداوى
اليوم العالمي للالتهاب الرئوي
دليلك الغذائي لمكافحة “التهاب الرئة” وتعزيز المناعة
يوافق الثاني عشر من نوفمبر من كل عام اليوم العالمي للالتهاب الرئوي (World Pneumonia Day)، وهي مناسبة مهمة لتسليط الضوء على هذا المرض التنفسي الحاد الذي لا يزال يشكل تهديداً صحياً عالمياً، وخصوصاً كسبب رئيسي لوفيات الأطفال والبالغين. لا يقتصر الهدف من هذا اليوم على التوعية بخطورة المرض وسبل علاجه، بل يمتد ليشمل الدعوة إلى تبني تدابير وقائية بسيطة لكنها فعالة، في مقدمتها التغذية الواعية كدرع حماية ودعم أساسي للجهاز المناعي أثناء مرحلة التعافي.
كان أسلافنا يطلقون على الالتهاب الرئوي أسماء مثل “صديق الحمى” أو “ذات الرئة”، إدراكاً منهم لمدى إجهاده للجسم وحاجته لعناية خاصة.
إن العناية بالتغذية أثناء الإصابة ليست مجرد إضافة ثانوية، بل هي ركيزة أساسية لتقوية الجسم ومساعدته على محاربة العدوى بفاعلية.
درع المناعة والشفاء: أغذية ضرورية لمريض الالتهاب الرئوي
يحتاج الجسم المرهق بالمرض إلى إمدادات قوية من العناصر الغذائية لتعويض الطاقة المفقودة، تقليل حدة الالتهاب، ودعم وظائف الرئة الحيوية.
1. تعزيز المناعة ومضادات الأكسدة
الكركم، الزنجبيل، الثوم، الحمضيات (الليمون، البرتقال)، الفواكه الغنية بفيتامين C (الكيوي، التوت، الفلفل الرومي الملون)، الخضروات الورقية والصلبية (السبانخ، البروكلي). | تتمتع بخصائص قوية مضادة للالتهاب والجراثيم، وتساعد في تقليل الاحتقان والالتهاب في الرئتين.
2. البروتين للترميم والبناء
الدواجن، الأسماك، البيض، الحبوب، البقوليات، ومنتجات الألبان قليلة الدسم. ضروري لإصلاح الأنسجة التالفة، وبناء الأجسام المضادة، ودعم الوظيفة الحيوية للخلايا المناعية.
3. الترطيب وتخفيف البلغم | الماء الدافئ، مرق الدجاج الدافئ الغني بالمعادن، وشاي الأعشاب (النعناع، الزنجبيل، البابونج).
يعمل الترطيب الكافي على تسييل المخاط والبلغم ليسهل طرده من الجهاز التنفسي، كما يدعم التحكم في حرارة الجسم.
4. مهدئات طبيعية | العسل الطبيعي.
ثبتت فعاليته كمهدئ طبيعي للسعال، وقد أشار إليه القرآن الكريم كـ “شفاء للناس
وصفة داعمة:
مشروب الكركم الذهبي
لتعظيم الاستفادة من الخصائص المضادة للالتهاب، يمكن مزج مسحوق الكركم مع حليب دافئ (قليل الدسم)، وإضافة قليل من الفلفل الأسود لزيادة امتصاص مادة الكركمين الفعالة، وتحليته بملعقة من العسل.
قائمة تجنب:
ما يجب الامتناع عنه أثناء المرض
على النقيض من الأطعمة الداعمة، هناك أغذية ومشروبات يُنصح بالحد منها أو تجنبها لأنها قد تفاقم من الأعراض أو تزيد من الالتهاب:
* الأطعمة عالية الصوديوم (الملح): قد تسبب احتباس السوائل وتفاقم المشكلات التنفسية.
* منتجات الألبان كاملة الدسم: قد تزيد من كثافة البلغم لدى البعض؛ يُفضل استبدالها بخيارات قليلة الدسم.
* الأطعمة والمشروبات السكرية والغازية: السكريات المكررة قد تزيد الالتهاب وتثبط مؤقتاً عمل خلايا المناعة.
* الأطعمة والمشروبات المثلجة: يُنصح بتجنبها لئلا تزيد من تهيج الحلق والسعال.
* الأطعمة المقلية والدهون المشبعة: تتطلب جهداً أكبر للهضم وتزيد من الالتهاب العام.
إضاءة من القيم الصحية: الاعتدال والتوازن
يتفق التراث الإسلامي والأمثال الشعبية على أهمية الاعتدال والتوازن في الأكل والشرب كخط وقائي وعلاجي:
* الطب النبوي: يرسخ الحديث الشريف مبدأ الحفاظ على صحة الجهاز التنفسي والوقاية بالاعتدال في الأكل والشرب: “مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ، فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ” (رواه الترمذي).
* الحكمة الشعبية:
المثل القائل: “الأكل على قد الوجع”، يؤكد على ضرورة تناول طعام خفيف وسهل الهضم لئلا يُرهق الجسم المثقل بالمرض، مع التركيز على السوائل الداعمة.
ختاماً، إن الاحتفال باليوم العالمي للالتهاب الرئوي هو تجديد للدعوة إلى التزام شامل بالوقاية: بالتطعيم، النظافة، والتغذية السليمة، لضمان صحة دائمة ونفس نقي لأجيالنا..
