العبرة بالجوهر لا بالمظهر
كتبت د: مؤمنه محمد طعيمه
في حياتنا، قد نجد أنفسنا نمنح البعض مكانة تفوق حجمهم الحقيقي، نظن أن قربهم نعمة، ونحسبهم سندًا وأبًا روحانيًا نستند إليه وقت الحاجة. ولكن مع مرور الوقت، تكتشف الأقنعة وتظهر الوجوه الحقيقية. حينها تتجلى لنا دروس قاسية لكنها ضرورية لفهم الحياة بشكل أعمق.
ليس كل من يتحدث بالدين متدينًا، وليس كل من يحمل كتاب الله في يده يحمله في قلبه. فالتدين الحقيقي يظهر في السلوك والمعاملة، في الرحمة واللطف والإكرام، لا في المظاهر والادعاءات. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم.”
للأسف، هناك أشخاص يملأ قلوبهم الحقد والغيرة، لا يقبلون أن يروا خيرًا في غيرهم، ويشعرون بالتهديد من نجاح الآخرين أو تميزهم. هؤلاء الأشخاص مهما حاولوا إخفاء دواخلهم، ستظهر حقيقتهم عاجلاً أم آجلاً في تصرفاتهم وأقوالهم.
نصائح وإرشادات:
1. لا تمنح أحدًا أكبر من حجمه:
لا تضع أحدًا فوق مكانته الطبيعية في حياتك. العلاقة مع الناس يجب أن تكون مبنية على الاحترام المتبادل، ولكن دون إفراط في التقدير أو التعلق.
2. احكم بالأفعال لا الأقوال:
ليس كل من يصلي بالناس أو يتحدث بالدين صادقًا في إيمانه. الإيمان يظهر في الأفعال اليومية: في طريقة تعامل الشخص مع عائلته، مع ضيوفه، ومع من حوله.
3. الوالد هو الأب الحقيقي:
مهما كان، لا أحد يمكنه أن يحل محل الأب الحقيقي. الوالد هو الأصل، هو من يحمل همومنا دون مقابل، ويعطينا دون انتظار. فلا تُضيع مشاعرك على من لا يستحق.
4. تعامل مع الزيف بحكمة:
عندما تكتشف زيف أحدهم، لا تدع ذلك يؤثر على نفسيتك. خذ من التجربة درسًا، وابتعد بهدوء دون أن تخسر سلامك الداخلي.
5. ركز على من يستحقون حبك:
لا تهدر مشاعرك على من لا يقدرونها. احتفظ بحبك واهتمامك لمن يظهرون الخير في أفعالهم، وليس فقط في كلماتهم.
ختامًا، الحياة مليئة بالدروس، وكل تجربة تمر بها تزيدك وعيًا وحكمة. تعلم أن تحفظ مكانتك، وأن تضع حدودًا واضحة في علاقاتك. وثق أن الله يمهل ولا يهمل، وكل إنسان سيُحاسب على أفعاله يومًا ما.