كتب/ صلاح السعدي
رجل يبنى نفسه ويبنى عائلته ،
يعلم بحقيقة قدره ، فلا. هناك عائلة تحميه ولا هناك ميراث ينتظره ، يملك إرادة قوية وحلما ، وحينما يرحل يترك اسما كبيرا وميراثا ضخما
ورجل تصنعه عائلته ، تمنحه الاسم والوظيفة والمنزل والزوجة ، وحينما ترحل العائلة تترك له ميراثا ضخما ، البعض يستثمر ذلك جيدا والبعض يفقد كل شيء
ورجل لا يبنى ولا يرث وحينما يرحل لا يترك بصمة ، يعيش خلف النوافذ ، يخشى المرتفعات ويهاب الطريق ، يولد ويموت دون أن نشعر به
ورجل يختار نفسه ، فلا يضحى من أجل عائلة ولا يتنازل من أجل أولاده ، يعيش ملبيا لغرائزه ومحققا شهواته فى الدنيا ، فيعيش بأنانية ويموت وحيدا ذليلا
والرجال لا تتشابه ، هناك الطموح وهناك اللعوب ،
هناك القوى وهناك الضعيف
هناك صاحب الفكر المستنير وهناك التابع
هناك صاحب الضمير وهناك من يتاجر بضميره
ولنا فى داخل كل رجل شخصية ، يصنعها بيده أو تصنعه بأبعادها ، تقوده أو يقودها ، ومن يقود نفسه ويخضعها لسلطان العقل المستنير هو من يفوز فى هذا الزمان ومن تقوده شهواته واهوائه المريضة ينزلق إلى الهاوية
