الخوض فى أعراض الناس جريمة تهدم المجتمعات

بقلم د. مؤمنه محمد طعيمه
الخوض في أعراض الناس: جريمة تهدم المجتمعات وعقابها في الدنيا والآخرة.
الخوض في أعراض الناس، ونشر الإشاعات حول المحصنات الطاهرات، يعدّ من أخطر الآفات التي تصيب المجتمعات. فقد نهى الله تعالى عن هذه السلوكيات الجائرة، وعدّها من كبائر الذنوب لما فيها من ظلم شديد وتعدٍّ على حقوق الأفراد وأسرهم.
الخوض في الأعراض وأثره على المجتمع
التعرض لسمعة الآخرين عبر القذف أو نشر الأكاذيب ليس مجرد خطأ أخلاقي، بل هو جريمة حقيقية تجرح الأشخاص وتؤذي أسرهم وتترك آثارًا طويلة الأمد. فكم من أسرة تفككت، وكم من حياة تحطمت بسبب كلمات قيلت بغير حق. في بعض الحالات، قد يؤدي الأمر إلى ردود فعل عنيفة، تصل أحياناً إلى ارتكاب جرائم انتقامية، وهو ما يزيد من معاناة الجميع، ويجعل المجتمع في حالة من التوتر والصراع المستمر.
العقوبة الدنيوية للقذف
في الإسلام، وضع الله سبحانه وتعالى عقوبة واضحة لهذه الجريمة، فقد جاء في القرآن الكريم: {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون} (سورة النور: الآية 4). هذه العقوبة تأتي لتكون عبرة لكل من تسوّل له نفسه المساس بكرامة الناس وأعراضهم.
العقوبة في الآخرة
الخوض في أعراض الناس دون وجه حق له عواقب وخيمة في الآخرة أيضاً. ففي الحديث الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال وليس بخارج” (رواه أبو داود). فالله سبحانه توعد هؤلاء الذين يرمون الناس بالباطل، بعذاب شديد يوم القيامة، وهو عذاب لا يمكن الإفلات منه إلا بالتوبة النصوح.
كيف نحمي مجتمعنا من هذه الآفة؟
1. التربية الأخلاقية: من الضروري تنشئة الأجيال على الأخلاق الحميدة، وتعليمهم أهمية حفظ حقوق الآخرين وعدم الإساءة إليهم بالكلام أو الفعل.
2. التأكد من صحة الأخبار: قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين} (سورة الحجرات: الآية 6)، فالتحقق من صحة أي خبر قبل نقله أمر في غاية الأهمية.
3. التوبة والإصلاح: من وقع في خطأ قذف الناس، فباب التوبة مفتوح. عليه أن يستغفر الله ويتوب إليه، ويصلح من شأنه، فالله يغفر الذنوب جميعاً لمن تاب.
ختاماً،،
الخوض في أعراض الناس هو جريمة كبرى تهدد المجتمعات وتدمر الأسر، فليحذر الجميع من الانزلاق إلى هذا الفعل المشين. ولنتذكر دائماً أن الله سبحانه وتعالى يسمع ويرى، وأن الحساب في الآخرة عسير.